موضوع: العرب والحذاء الأميركي والإسرائيلي .. الجمعة يوليو 25, 2008 9:02 pm
نشرت جريدة »السفير« في عددها الصادر بتاريخ ١٤/٧/٢٠٠٨ (ص١٥)، صورة لجندي أميركي، في العراق، يدوس بحذائه رقبة مواطن عراقي، بعد أن ألقى به أرضا، بينما تنظر الأم العراقية الى ذلك الجندي نظرات خوف ممزوج بالتوسل، ان يطلق سراح ابنها. إنه شاب عراقي، في بلد عربي، (العراق)، يفترض أن يكون بلدا حرا مستقلا كريما، في عالم عربي موحد وحر ومستقل. وانه جندي أميركي، ينتمي الى عالم مغاير تماما للعالم الذي ننشد، حيث نطمح أن تسود الحرية والمساواة وكرامة الانسان. وقد ذكرتني هذه الصورة بصورة مماثلة نشرتها جريدة »السفير« ايضا (بتاريخ ١/١٢/١٩٩٥) وهي تمثل مشهدا لجندي اسرائيلي في نابلس، يدوس رقبة مواطن فلسطيني، بعد أن ألقى به أرضا، بينما يحاول جندي اسرائيلي آخر ان يشد المواطن الفلسطيني المقهور الى الأرض، كي يتيح لرفيقه إتمام المشهد (المصوّر). وقد وضعت هذه الصورة على غلاف كتابي »التاريخ العسكري لبني اسرائيل من خلال كتابهم، قراءة جديدة للعهد القديم«، بجزءيه، تخليدا لما تميزت به هذه الصورة من دلالة فاقعة على وحشية الاسرائيلي وتحقيره لأنبل المظاهر الانسانية، وهي: كرامة الانسان، الى أي جنس أو عرق أو دين انتمى. ونسأل: من تعلّم من الآخر إهانة الانسان، أي إنسان، في كرامته وعنفوانه ورجولته؟ الاميركي ام الاسرائيلي؟ ام انهما »وجهان لعملة واحدة« تمثل أحقر ما يمكن ان يوسم به امرؤ على وجه البسيطة: ممارسة إذلال الآخرين واحتقارهم، عن طريق إهانتهم في أعز ما يملكون: كرامتهم الانسانية؟ والى متى سيبقى العرب مضغة يلوكها الطغاة المعتدون، ثم يبصقونها، ويدوسونها، دون ان تتحرك فيهم نخوة، أو ينتفض ضمير؟ الأميركي في العراق، معتد احتل بلدا كان حرا عزيزا مستقلا، وكان يتمتع بقوة تهدد حليفه »اسرائيل«، فدمره وقتل الملايين من أهله وشرد الملايين، متذرعا بأكذوبة اخترعها بنفسه، وقد ثبت بطلانها، وهي »امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل«، بينما هو يدرك، والعالم يدرك ان هذه الأسلحة موجودة بكثرة لدى حليفه »اسرائيل«، وان ما قام به في العراق، وما زال، ليس سوى خدمة لمصالح هذا الحليف، وبضغط منه، اولا، اذ قضى على أقوى قوة في العالم العربي يمكن أن تهدد حليفه الاسرائيلي، وخدمة لمصالحه هو ثانيا، إذ وضع يده على أهم ما في العالم العربي من ثروة نفطية. والاسرائيلي في فلسطين معتد سلب شعبا عربيا أرضه ودياره وممــتلكاته، وشــرده في كل أصــقاع الأرض، منذ ستــين عــاما، ولا يزال، لا يعترف له بحــقوق، حــتى أدناها، وهي تلــك التي أقرتهــا له الأمم المتــحدة، بينما يتمتع، هو الاسرائيلي، بكل ما كان للفلسطيني، في وطنه وأرضه، من ممتلكات وخيرات. وبعد كل ذلك، وفوق كل ذلك، يدوس الأميركي رقبة العراقي بحذائه، ثم يقــتله بعــد أن يذله، ويدوس الاسرائيلي رقبة الفلسطيني بحذائه، ثم يقتله بعد أن يذله، والعرب، من المحيط الى الخليج، أولئك الذين كان لهم قضية اسمها، على ما نتذكر: الوطن السليب، أو فلسطين، أضحوا اليوم بلا قضية... وبكلمة أوضح، بلا كرامة. وعلى العراقي، كما على الفلسطيني، أن يتدبر أمره بنفسه. لم يعد »للأمة العربية« معنى، أنها تعبير قديم صدأ، بل امّحى نهائيا من ذاكرتنا، نحن العرب، الأجيال السابقة منا، والأجيال الطالعة. وبعد، فيا أيها العرب: هل من »يقظة ضمير« تعيد لنا شيئا من كرامتنا؟ أيها العرب، من المحيط الى الخليج، يا »أمة ضحكت من جهلها الأمم«، بالله عليكم، ارفعوا الحذاء الأميركي والاسرائيلي عن رقابكم، وانهضوا
الجمعة يوليو 25, 2008 9:02 pm
